الاثنين، 30 مايو 2011

اعقلهم أخطرهم




في بداية عام  2009 خرجت علينا الميزانية الليبية المتوقعة لتلك السنة لتقول ان الشركة العامة للبريد ستقوم بتوريد ما مقداره مائة وثمانون مليون دينار علي مدار السنة ... ، قامت الدنيا ولم تقعد ، وزعل زعلا كبيرا جعله يعتكف في البيت ، فالزاهد لله  سليل سادس الخلفاء الراشدين .. الباش مهندس محمد القذافي يحلف ويتقطع انه مبلغ مبالغ فيه وأن كامل الايرادات المتوقع توريدها لن تزيد عن تسعون مليونا ،، وسبحان الله كانت نبؤته سليمة فهذا ما حصل تلك السنة والسنة التي تلت وتلت.

ان هذا السيد ، هو نفس السيد الذي يفتخر عبر اللوحات والاعلانات في الشوارع في طرابلس انه نجح في بيع ستة ملايين خط تليفوني لشبكة ليبيانا وحدها ... وبحساب بسيط وعلي اساس ايراد دينار واحد فقط في اليوم لكل خط،، سيتعدي الايراد  الملياري دينار مع عدم حساب ايام العطلات.. نحن بالتأكيد لم نحسب الايرادات المتأتية من شبكة المدار الأكبر والتي يستخدمها الاثرياء اضافة الي البسطاء والتي تجاوز مشتركيها نفس الرقم .. ناهيك عن المشتركين من خلال عقود والذين يدفع ابسطهم الألف دينار سنويا .. وبنفس الحساب اعلاه نجد اننا امام رقم صعب .. انه علي الاقل خمسة مليارات دينار.
لن نتطرق الي الهواتف الثابتة التي تغذي الشركات والبيوت والمصالح العامة والسفارات والاستراحات .. ولن نتطرق الي الهاتف الريفي او الي صناديق البريد او مبيعات الثريا او حتي الي الاتاوات التي تفرض علي شركات البريد السزيع كال دي اتش ال والارامكس وغيرها أو علي خدمات ال ADSL أو ال Ymax التي تجاوز مستخدموها النصف مليون بقيمة سنوية تناهز الخمسمائة دينار للمشترك  أو  علي مستخدمي البرقيات والتلكس... انها صناعة عظيمة ..

يقولون انها الصناعة التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الايراد بعد النفط.. وهي نفسها التي اختزلها إبن القذافي قدس سره في تسعون مليون دينار ... 
هل تعلمون ان دول الخليج علي سبيل المثال لا تأخذ الضرائب من مواطنيها ابدا .. وان الجمارك لديها يكاد يكون معدوما ... وهل تعلمون ان السبب في ذلك انهم استبدلوها بهذه بإيرادات شركات الاتصال . طالما أن النفط يغطي قوة عملاتهم !!!
هل تعلمون ان ماذكرته اعلاه ينتج ما لا يقل عن 10 مليارات دينار .. وأن كامل ايراد ليبيا من الجمارك والضرائب لا يتعدي الثلاثة مليارات دينار .. وأن هذا المبلغ هو ما يتم به تغطية المرتبات الحكومية .. 

هل أقولها بصراحة ؟؟ 

لقد كان كل ليبي يدفع من مرتبه .. ومن مأكله .. ومن خلال ارباحه اعماله .. وملبسه .. وسفره وتنقله و دواءه وعلاجه وغير ذلك عبر الضرائب والجمارك .. وأنه أتهم بالتهرب .. وحوكم وسجن ولعن ... لا لشىء الا أن ابن سليل الفاتحين الباش مهندس محمد أراد ان يأخاذ نصيبه من الثروة ككل الليبيين كما يدعون .. ولكن علي طريقته الخاصة .. 

السؤال الحقيقي والمخيف .. هل ستكتب علينا هذه الضرائب والجمارك حتي بعد رحيل ملوكنا الحاليين ؟؟ الاجابة لكم 

وليد الصيد