الثلاثاء، 28 يونيو 2011

رسالة للكلمنجية في الجزائر


كثر تشدق العديد من حديثي العهد بالكتابة بل وباللغة العربية أساسا من إخوتنا في الجزائر (مع إحترامي لشرفائهم وهم الغالبية) في مختلف مواقع التواصل الإجتماعي وحديثهم عن الأحداث التي تقع في ليبيا وكأن الثوار هم الظالمين وهم أصحاب اليد الطولي في الصراع ضد الطاغية وأنصاره منذ البداية وأن سقوط الليبيين تحت جنازير الدبابات لذة ممنوعة ننهل منها ...

أقول بداية أن هذه اللذة كانت أمام أعيننا وإمتنعنا عنها سنينا طويلة حقنا لدمائنا وأملا في هداية النظام الذي إمتنع كإمتناع أبي جهل عن الإسلام ..
يزايد علينا بعض إخوتنا في الجزائر  وبئس المزايدة إننا أتينا بالغرب وإننا نبيع بلادنا رخيصة لهم .. نقول لهم إننا لم نأت بأحد بل إنتصر وا لنا عندما إمتنع الشقيق .. ربما إنتصروا لنا لطمعهم أو لمصالحهم .. ذلك أمر ملتبس وهو شأنهم .. ولنا شأننا وأمرنا وسنكافئهم علي جهدهم .، ولكن الشيء الواضح والأكيد إنكم خذلتمونا في الوقت الذي كنا نرجوا نصرتكم .. نعم كان حري بكم نصرتنا لا أن تنصروا طواغيتنا .. ليبيا هي الشعب الليبي  وليست القذافي .. إن من وقف معكم بالأمس لم يكن القذافي .. إنهم الليبيون البسطاء الذين يسحقهم .. 

تري !! هل كنتم تنتظرون رؤية مجازر أكثر مما وقع من خلال رغبتكم عدم إستعانتنا بالغرب .. أجزم بإنكم أردتم ذلك لأني أجزم بإنكم استكثرتم علينا مارأيتم من بطولات ...  أقول لكل من يتشدق منكم ... إن كنتم بلد المليون شهيد ، فنحن بلد أعطي نصف سكانه شهداء ضد الفاشيست الطليان  .. بلد الصبر  .. بلد العرب الأقحاح ... صحيح إننا صبرنا طويلا .. لكن هذا الصبر يحسب لنا لا علينا .. فنحن شعب حليم .. وهذا ما جعل غضبنا علي القذافي ومناصريه عظيما.

عندما إنتفضنا لم نكن نعول علي الغرب الذي إشتراه القذافي عبر عقود أربعة ... لم نعول علي حكومات العرب ... كان تعويلنا علي الشعوب .. علي أهلنا بينكم والدول العربية ... لكن الشرفاء مقيدون .. لهذا قبلنا الغرب لأن المتشدقون  من العرب ومنكم فضلوا المشاهدة علي الفعل .. 

لقد إستيقظ العملاق الليبي .. ولن ينام قريبا ... إنتهي ذلك الوقت الذي يزايد فيه الكلمنجية دون تقريع ...

كنا ننتظر إفعالكم .. فإذا بنا نفاجأ بكلامكم .. والذي كان فاقدا للبوصلة . 

ليكن هذا واضحا .. أتركونا وشأننا لسنا مدينون لأحد منكم .. ولا نحتاج نصحكم .. دعونا ندبر أمرنا فلقد أتخمنا من تشدقكم  .

وليد الصيد 

السبت، 25 يونيو 2011

طرابلس وناكري الجميل



يتكلم الكثيرون عن مئات ، بل والآف حالات الإغتصاب في مختلف المدن في ليبيا وعن فظاعة القصص التي تتنافس في الوحشية والغدر ... قصص تؤكد أن كيانات إجتماعية بأسرها لا زالت تعيش حياة الجاهلية في ليبيا وتنقم علي الحياة المدنية لدي جيرانها.

ما لم يتكلم عنه أحد هو إغتصاب الضَيف للمُضيف .. هل هناك غدر أكبر من أن يَغدُر الضيف بصاحب البيت ،، أن يَغتصِب الجائع من أكرمه و آواه ،، ليس ذلك فحسب بل علمه ، هذبه ، أطعمه بل حتي أنه قدمه للغير ،، خلق له مجتمعا ومعارفا.. 
هذا بالضبط التوصيف الوحيد الذي أستطيع قوله عن نوعية العلاقة بين طرابلس ومن يحتلها .. 
إن طرابلس تئن ،، وأكثر من يتألم فيها هم الطرابلسيون .. المضيافون الذين لم يرفضوا يوما أن يجاورهم أي ليبي أيا كان مسقط رأسه .

في عام 1974 ووسط التجاهل المستمر من قبل القذافي لتطوير منطقة سوق الجمعة وشط الهنشير و تاجوراء، نَصح عبدالمنعم الهوني القذافي بأن يتم فتح الطرُق وتوفير البنية التحتية لهذه المناطق .. حرفيا قال الهوني أن هذه الخُطوة ستضمن أن لا يبقي ساكنوا هذه المناطق رجالا في المستقبل إذا تمدنوا !!! 

فُتحت الشوارع (الرئيسية فقط) مع التحفظ علي البنية التحتية كالمجاري التي استُخدمت أموالها في تطوير مجاري باب العزيزية التي يستفيد منها القذافي الآن في إطالة أمد الصراع !!!

بداية وقبل الخوض في موضوعي أقول للهوني إنه إن كنت تقصد بالرجال  ناهبي أموال الجامعة العربية ، فليس منا من نَهب سبعة عشر مليون دولار ،، وإن كنت تقصد بالرجال ناكثوا عهودهم وأيّمانهم ،، فنحن لم ننقلب علي أولياء أمورنا من المؤمنين .. ولا أقصد القذافي فهو ليس منهم .. وإن كنت تقصد بالرجال أولئك المتأرجحين مع المتحكِمين فإنني أُنعش ذاكرتك بأنه طيلة حكمك وحكم القذافي بعد هروبك لم يُستَوزَر وزير واحد طرابلسي الأصل .. رغم أن الكثيرين إدعوا ذلك النسب ليصلوا الي السلطة وأذكر منهم فقيه الإقتصاد شكري غانم والذي رغم أنه لم يكن شكورا إلا أنه كان له من باقي أسمه النصيب الكثير ،، فقد غنم غنائم كبيرة في غزوة الخصخصة  وموقعة تطهير المؤسسة الوطنية للنفط من موظفيها غير المطيعين... كان عليك وأنت الضيف أن تخجل من قول هكذا أشياء .

عموما .. المتابع لما يحصل في طرابلس سيجد أن المناطق التي تلفظ الطاغية هي المناطق التي يسكنها الطرابلسية الموغلون في تاريخها ، انها المناطق ذات السكان الذين يعرفون بعضهم ،، وهي نفس المناطق التي تعمد القذافي وزبانيته ووزراءه السابقون تهميشها وتفقيرها لتركيعها.
من منا لا يعرف فشلوم وحجم البؤس والتأخر العمراني .. من منا لا يعرف سواني الهنشير وسوق الجمعة وتاجوراء .. هناك يمتزج الفقر مع الكبرياء .. نعم لم يستطع القذافي مع عنجهيته وآلته القمعية أن يركع أهلنا والحمد لله .

الكثيرون يتشدقون بالقول أن طرابلس وساكنيها يناصرون الطاغية ويستشهدون بما يرون علي التلفاز .. أقول لهم تلك بضاعتكم و سَتُرد إليكم لتحاسبوها.، فعلي مدار خمسة أشهر فرّ عملاء القذافي من كل أصقاع ليبيا التي تحررت ليتركزوا في طرابلس غصبا عنها.. مئات الالآف من اللجان الثورية والمرتزقة والموالين والأنصار وممن تلوثت ايديهم بدماء و أعراض أهلهم ، الالآف ممن سرقوا ارزاق العباد أتوا من الشرق والغرب والوسط والجنوب إستوطنوا طرابلس ، "استوطو حيطها"  ليستأنِسوا رفقة كبيرهم الذي علمهم السحر ومع ذلك لم يزد سكانها الا إمعاناً في التحدي.. إمعاناً في إرباك الإحتلال ...

نعم نحن تحت الإحتلال .. فمنذ اليوم الأول توسمنا خيراً في أهلنا في الشرق ،، الشرق الخصيب الذي لم تعجز أرحام نسائه إنجاب الرجال والأبطال ،، توسمنا فيهم حسن التصرف وبايعناهم قيادة المعركة ونتفائل بأفعالهم وأقوالهم .. وأخص منهم بالذكر الشيخ عبدالجليل والأخ غوقة .

أقول لأولئك المتشدقون ... لا تكونوا ناكرين للجميل .. طرابلس وأهلها أكبر من أن تُخدع أو أن تُناصِر الرعاع .. ولا تزايدوا علي طرابلس فتكونون بذلك دعاة فتنة وإن كنت أري هذه المزايدات طمعا في تبوء مناصب أو تحقيق مكاسب سطحية إذا ما قورنت بصالح الوطن وأقول كما قال قائل " وسعوا بالكم ، الخير في ليبيا هلبة" .. 


عندما خرجت طرابلس .. فإنما خرجت للتخلص من ورم أصابها ،، خرجت لنصرة أخواتها دعونا لا ننسي أن هذه المدينة خرجت وتلقائيا هتافها الأول كان لنصرة جزء أخر من نفس الجسد .. يابنغازي مش بروحك .. نحنا ضمادين جروحك .. 
نعم لقد شعرنا بالمسئولية وبالعار الذي سيلحق بنا إذا لم نخفف علي أهلنا في الشرق الضغط وحجم القمع المتوقع.. وهو نفس الأمر الذي حدا بكثير من المدن الي تقديم مالم تقدمه غيرها وأخص بالذكر الزاوية وزوارة ... هذه الأخيرة كان تصرفها انتحارا .. فهي صغيرة ووسط العاصفة لكنها أبت الا أن تكون ندا لشقيقاتها ..
والله إن اللسان ليعجز عن جمع الأمر وطرحه ، فلن أوفيه حقه 

أستودعكم الله

الجمعة، 24 يونيو 2011

سيناريو ليبيا مابعد الحرب

يفاجأ المرء إذ يعلم أخيرا أن بلاده كانت تتهيأ لتكون محور الاحداث في المنطقة منذ مدة طويلة  غير أن القائمون عليها لم يكونوافي الحقيقة سوي قائمون فيها فهم لم يكونوا بمستوي هذه الموقعة (وهي في الحقيقة واقعة) أو أن يهيء اهذا الشعب الطيب لشراسة المستقبل القريب.. 
سأجتهد سردا لأحداث سبقت هذه المحنة التي نعيشهاإضافة الي خصائص ميزت بلادنا أو ربما كانت نقمة عليها..

في شتاء 2009 وتحديدا في شهر يناير ، قامت روسيا بما اعتبر هجوما علي اوروبا ،، هجوم هدد مجمل الحضارة الاوربية بالسقوط وهو كابوس ظنت اوروبا انها لن تواجهه الا بعد عدة عقود ... لقد قطعت امدادات الغاز المارة عبر الاراضي الاوكرانية ... 
لكم أن تتصوروا نوع الرعب الذي عاشته المؤسسات الخدمية من شركات كهرباء ومصانع ومرافق .. فحجم الغاز المستورد من روسيا يغطي 40% من إستهلاك الطاقة في كامل اوروبا،، الاحتجاجات الرسمية بلغت أشدها والحديث عن حجم المخزون والمدة المتبقية عم معظم القنوات الإذاعية .. كانو يعرفون إنها مجرد مناورة من روسيا ،، ولكنهم يعلمون انها مثال بسيط لما يمكن أن يحدث لو لم يحسبوا للدب الروسي حساب المجاملات الذي يريد..

لم تتوقف روسيا عند هذا الحد بل بدأت في تسويق فكرة إنشاء ورعاية منظمة لمصدري الغاز كخطوة أولي في سبيل رفع أسعار الغاز العالمية علي غرار تجربة أوبك .. أوروبا من جهتها وضعت ضمن أي إتفاقات تجارية مستقبلية يمكن توقيعها مع روسيا نصوصا تلزم الروس بعدم إبتزازهم في هذا المجال ،، ولا يزال الجدال مستمرا.، 

العامل المستجد أو ربما ما كان الاوروبيون في إنتظاره ،، ولن أقول في صناعته ،، فهو في نظري اكبر من أن يصنع ،، ذلك الحدث الذي كان محصلة متوقعة لإحتقان أجيال ،، النتيجة البسيطة للألم المتراكم ،،  وهنا تقاطعت المصالح ،، نعم لدينا مصلحة في الحياة والعودة الي المسار الطبيعي للحياة .. بعيدا عن الشذوذ .. الشذوذ الذي مارسته فئة نكثث عهودها ،،  لصوص لا يملكون ميزة إلا حبهم لرائحة الدم،،، تقاطع ذلك مع مصالح اوروبا التي سترد،،

لقد انتفض السيد ساركوزي كمن لدغته أفعي لنجدة الشعب الليبي و إندفع بكامل رصيده السياسي الدولي والمحلي للعنة القذافي وكل من والاه ،، ديفيد كاميرون المحافظ والشديد التحفظ عن مغامرات الحروب ألقي خطبا يمكن أن تدرس في المناهج أمام مجلس العموم تتعلق بنجدة الضعيف ونصرة المسلمين المظلومين ... قطر ، إستنفرت كامل آلتها الإعلامية والسياسية لنصرتنا .. أكيد أن كل ذلك لم يكن كله تصرفا إنسانيا ولكن وكما المثل الذي نقوله في ليبيا (شوية من الحنة وشوية من رطابة اليدين ) لكن والحق يقال لقد تقاطعت مصالح شعبنا المقهور مع مصالح اوروبا أو ربما يجدر القول أن الظروف كانت في صالح الشعب الليبي..

الكثيرون يجادلون أن الموضوع ليس في النفط .. فالنفط كان منذ البداية يستخرج من قبل الغرب ويسوق لهم في ظروف مثالية من حيث السعر والتفاصيل ،، لكن هناك شيئين مطلوبين ،، شيئين يمكن أن ينقذا أوروبا (وأعني أوروبا حرفيا) حيث أن أمريكا أعلنتها صراحة أن ليبيا لا تمثل أهمية إستراتيجية للولايات المتحدة .
هذان الشيئان هما ... أموال النفط (العوائد -  البترودولار وليس النفط بحد ذاته) وخاصة القادم منها مع إرتفاع سعر النفط ، حيث أثبت القذافي أنه فاشل في توظيفها سواء في الداخل أو في الخارج ،، فهو راكمها في حسابات بنكية لعدم ثقته في قدرة مؤسساته ورجاله ،، وأنا اوافقه في ذلك ،،، وزاد من فشله أنه بدأ في توجيهها الي الشركات التركية والصينية والروسية ، وهو في ذلك ينطبق عليه المثل ،، علي نفسها جنت براقش  .. فيما يخص تركيا جاء ذلك من خلال علاقات ومغامرات شخصية تربط إبنه سيف والحاشية المحيطة به ببعض رجال الأعمال الأتراك كشركة سوما ، فاتح طمنجة مشغل فندق ريكسوس ، رينيسانس ، غوريش (إبراهيم علي دبيبة)  حيث تزيد قيمة عقود هؤلاء الثلاثة لوحدهم عن خمسة مليارات دولار... 

عموما .. قلنا أن الشيء المطلوب الأول كان عوائد النفط وتوظيفها في عقود مقاولات لبناء ليبيا تخفف من ركود أوروبا وخاصة الاقتصادات الانتحارية في اسبانيا واليونان وبريطانيا،،، والعنصر الأخر هو وجود شريك مستقر يكون بعيدا عن المزايدات والمغامرات  ونظام إقتصادي واضح المعالم لا يشتق من البدع .

أما العنصر الرئيسي الذي أدي الي هذا التسارع السياسي فهو الأمر القديم الجديد .. الغاز الطبيعي ..

مع ورود المعلومات الاولية للحكومات الغربية عن حجم الاحتياطي الليبي المؤكد و المتوقع عقب الترسيات الاخيرة في مجال الاستكشاف ،، إتضح إن الاحتياطي الليبي من الغاز لن يقل عن 100 تريليون قدم مكعب من الغاز وهو ما يعني عمرا إفتراضيا لتصديره من ليبيا يتجاوز الثمانين سنة حتي مع مضاعفة معدلات التصدير الحالية .. ناهيك عن إحتياطيات نفطية تفوق عن ال 60 مليار برميل من النفط يمكن أن تجعل عمر الصناعة النفطية في ليبيا يتجاوز ال 75 سنة علما بأن المساحات المستكشفة في ليبيا لا تزيد عن ال 60% من مساحة ليبيا .

دعونا نتخيل هذا السيناريو . 

عقب سقوط القذافي مباشرة تباشر الحكومة القطرية بإعلان أنها ستقدم دعمها الكامل لإعادة إعمار ليبيا بدءا ببنغازي وتعلن أنها باشرت بشحن أساطيل من معدات المقاولات كمساعدات للدولة التي تنهض من جديد ...
في خطوات لاحقة تستعين ليبيا بقطر وشركاتها من أجل النهوض بصناعة الغاز في ليبيا جنبا الي جنب مع الشركات الفرنسية والالمانية والايطالية.
يتم الاعلان عن خطة شبيهة بخطة مارشال لإعادة إعمار ليبيا تكون قريبة من حيث الحجم لما تطرق له محمود جبريل مؤخرا وبما يقارب الخمسمائة مليار دولار ستجعل ليبيا جنة للمقاولات لشركات البنية التحتية اليونانية والاسبانية ... كما ستجعل الشركات الاستشارية الانجليزية تنسي الفقر الذي تعانيه الأن لعقود قادمة.
سيمتليء الشاطيء الليبي بكيلومتراته التي تربو عن الفي كيلومتر بالمنتجعات السياحية والاسكانية مما سيحرك عجلة القروض في المصارف متعددة الجنسيات وخاصة الانجليزية منها.
سيتم إعتماد نصوص شبيهة بالقانون التجاري الإماراتي فيما يخص الاقتصاد وتلغي الضرائب والجمارك ويعتمد نظام الكفيل.
مشاريع الطاقة الشمسية ستجد ضالتها في أكبر صحراء في العالم 
مشروع السكة الحديدية لقلب أفريقيا سيكون واقعا ويخفف الحاجة للنقل البحري حيث سيتم نقل المواد الخام والمنتجات الزراعية عبر قطارات سريعة تجعل المنتجات تصل طازجة لأوربا وتجعل من الموانيء الليبية بمستوي تلك في الشرق الاقصي والخليج العربي.
تصوروا حجم العمالة والخبرات والمؤسسات والشركات التي ستنتقل للعمل في ليبيا؟ 

ذلك كله غيض من فيض والأتي أعظم.

بمعني آخر سيتم خلق دبي أخري مع فارق أن ليبيا ستبني بأموالها وليس بأموال البنوك العالمية.

ما الذي يجعل هذا السيناريو مستحيلا  .. بل مالذي منع حصول هذا الشيء ... إنه الجهل والمساومات الفارغة التي تسعي لتمجيد الفرد وتهميش الشعوب..

في نظري  ... أري ان عصرا ذهبيا علي وشك الانطلاق في ليبيا .. وأري أنه قد تأخر ..

دعونا فقط أمل أنه سيكون عصرا تكافأ فيه الكفاءات لا التفاهات ،، ودعونا نأمل أن نستطيع المحافظة علي هويتنا الإسلامية وتقاليدنا لأنني أخشي أن البيئة الداخلية لليبيا بعد هذه الفترة من التجهيل هي أرض خصبة لأي نوع من البذور..

وليد الصيد

السبت، 18 يونيو 2011

الإمام الغائب - شكري غانم


أذكر تصريحا ناريا أطلقه حجة الإقتصاد ومنقذ البلاد شكري غانم زاد الله في علمه وخفف علي المؤمنين ثقل ظله في منتصف العام 2006 مبينا فيه أن إرتفاع أسعار النفط الي مستوي ال 40 دولارا هو أمر غير منطقي وغير عادل للمستهلكين وقد يضر بدول أوبك لإحتمال تشجع مستثمرين جدد لدخول السوق ... صدقوا او لا تصدقوا .. بدعة الزمان شكري فارس الفرسان وجهبذ علماء النفط والمال يقول هذا الكلام ... واستمرت الاسعار بالصعود والانفجار الي ما نعلم .. حاجز المائة دولار كسر ..  ربما هي بدعة أو مزحة سمجة عاكست الرجل فهو قد نال الشهادات خصيصا في هذا المجال غير أن نفس هذا الفارس قبيل مؤتمر اوبك في نفس السنة يقول إزاء تراجع النفط المؤقت الي 78 دولار من 95  دولار أن هذا التراجع يضر بالدول المنتجة .. سبحان مغير الاحوال ومعلم الغلمان .. 

يشعرني الاستماع الي أقوال وتصريحات هذا الرجل أنني لا أتفرج علي التلفزيون بل أنا علي ناصية الشارع أستمع لتحليلات "ولاد شارعنا"أو حالما من الحالمين في مقهي من مقاهي طرابلس وخاصة قهوة الشعاب حيث يكثر الحديث عن النفط والإشتياق لعوائده .. هذا الرجل نادرا ما ينظر الي عدسة المصورين مباشرة عندما يصرح بأي أمر مما يؤكد انه لا يقول كلاما صحيحا.
المهم .. في إعلانه عن إنشقاقه منذ عدة أيام ذكر السيد شكري انه تأكد من عدم امكانية إصلاح النظام فقرر الإنشقاق .. هل كنت تحتاج يا سيد شكري لكل هذا الوقت لتنشق؟ عشرة سنوات من الحكم؟ عشرة سنوات من المجاملات و"التدحنيس" ... أم ان انشقاقك هذا هو هروب من الشعب الليبي؟ اذا كان كذلك فأنني أطمئنك بأن الشعب الليبي كثير الهذيان و سريع النسيان وطيب بطبعه ..  فهو لن يتذكرما يكتب الآن في الصحافة النرويجية ولا الاعترافات بالرشاوي التي قدمها المدير الجديد للشركة النرويجية التي تستثمر بمصنع الاسمدة الكيماوية بالبريقة.. حيث بيع انجاز وطني بما يوازي ارباح سنة واحدة ولن يتذكر أول قرار لك أو بالأحري إنتقام لك حيث قمت بعزل عبداللطيف الكيب لا لشيء الا لانه وقف حاجزا ضد رغباتك في الحصول علي عضوية في المصرف الخارجي قبل فترة وزارتك،،،، . ولن يتذكر المعركة الشهيرة بينك وبين مصطفي زرتي في إحدي شرفات فنادق دبي، كما انهم لن يظنوا بأنك كنت ..... يومها.، نشكر الله علي سلامتك و تدخل رجال الامن ... كما لن يتذكر تصريحك للموظفين يوم زيارتك لإحدالحقول النفطية بأن إعتدال يدك أسهل من إعتدال مرتباتهم .. لن يتذكر الاتاوات العينية من آجل الاعفاءات الجمركية ايام كنت وزيرا للإقتصاد ... كما ان ذلك الشاب المارق ، لن تشكل دعواه فارق .. فلا شهود في سجون السنوسي يشهدون ولا تسجيلات لوشايتك عليه بالتليفون وكل خطأه أنه كان من الذين علي النت عنك يكتبون... أظنك عرفته .. إبن  صديقك المرحوم والعامل في مؤسستك .

حاولت كثيرا ان أتذكر إنجاز واحد لك .. صدقني ليس لك من تاريخ  ليبيا الجيد نصيب .. كما أنني توقعت أن ينجدك ذكاؤك بأن تكون من  المتقدمين لمساعدة الليبييون في جنوب تونس .. (أقول المساعدة وليس الزكاة، فبعض أنواع المال ليس عليها زكاة .. ربما كفارة) هنا حيث يعيش أبناء وعوائل المجاهدين الرجال .. رجال ليبيا كما لم تعرفوهم ... لا تقل لي ان ذلك لضيق ذات اليد لأنها ستكون أقوي نكتة أسمعها .... كان ذلك سيكون والله كفارة . ( ليس عن مالك طبعا، بل أفعالك)... لكن الطبع يغلب التطبع .. 

سأسديك النصح فلا تحاول الرجوع فليس لديك المزيد مما يمكن أن تقدمه أو تأخذه كما أن كل رفاقك سيكونون فارون .. وسنبني البلاد من جديد بدون الحاجة الي عبقريتك في علم الأسعار .. لا بأس فلن تكون في عازة و إن اعتزت فإستعن بإبنك فلن يعوزك في وجود حسابه شيئا وأنت خير العالمين .

الجمعة، 17 يونيو 2011

امبارك الشامخ يعاقب من قبل القذافي



فاجأني مقال للقاء علي جريدة الوفد بتاريخ اليوم 18 يونيو لرئيس وزرائنا الأسبق السيد/ مبارك الشامخ يعتبر فيه نفسه من معارضي القذافي وأنه حاول اقناع القذافي بإدخال تحسينات سياسية كانت عاقبتها ان القذافي عاقبه بتركه في حاله لمدة عشرة أشهر في الحكم دون مخاطبته و بجعله لاحقا محافظا لبنغازي ونائب رئيس وزراء وأمين شئون لجان وأمين مؤتمر الشعب العام (البرلمان).
ألا تستحي ؟ بربك هل هذه عقوبة؟ 

كنت اتمني ان يلتزم السيد مبارك الصمت لعلنا ننسي انه كان مسئولا علي طريقة معيشتنا لفترة ليست بالهينة من تاريخ حياتنا المقيتة نحن الليبيين وأنه كان من اللجان الثورية التي سحقت كل اتجاه سياسي خالفها، اما ان يختزل مواقعه المختلفة داخل الآلة الثورية  الحاكمة لمعمر القذافي والتي كانت تدير البلاد بأنه كان مهمشا  فهذا امتهان لعقولنا وإمعان في تسفيه معيشة صعبة كان هو احد صانعيها. 
يا سيد مبارك ، إن المواطن الليبي الذي كان امانة بين ايديكم كما تقولون لم يكن في الفترة التي حكمته فيها يرتجي التحسين السياسي بقدر ما كان يطمح لمستوي اقتصادي  ذو حد ادني من الآدمية، فالتغيير السياسي كان ترفا نراه علي التلفاز لمن حباه الله بحكام غيركم. 
فكل القرارات كانت تصدر من مكتبك ، والتي كانت قادرة علي رفع مستوي معيشه الانسان في جماهيريتكم من خلال تخطيط و توسيع المدن لخفض قيمة الاراضي وتنفيذ المشاريع المتعلقة بالخدمات والبني التحتية  والاسكان (علما بأنك كنت وزيرا للإسكان لفترة) والتي كانت قادرة علي تنشيط الاقتصاد ورفع المرتبات  ومنع الاحتكار ... كان هناك الكثير لتفعله !!!
لقد اعترفت في كلامك في ذاك المقال انك لم تكن محاسبا من قبل البرلمان (مؤتمر الشعب العام) وأنه كان برلمانا صوريا ومع ذلك فإنك لم تنظر الا الي مصالح قائدك وحاشيته.
لا تنكر انك تقلدت عديد المناصب قبل ان تكون رئيس للوزراء ولهذا فأنت تعرف جيدا سؤ قائدك ولكنك سعيت لتكون اداته الكبري في سحق الشعب.
ثم انه لا يجدر بك ان تقول ان تكليفك بمؤتمر الشعب العام (رئيس البرلمان ) كان لتهميشك ، فنحن الليبييون نعرف تماما أهمية هذا المنصب لدي القذافي فهو عادة يضع فيه أشد أقربه ولاءا.

آمل ان لا أري لك تصريحا بعد الآن فصدقني ،، مللت تصريحاتك منذ عقدين خلين ،، وأعرف تماما أن إنائك بما فيه قد نضح أثناء شبابنا الذي ضيعته وقائدك 

الخميس، 16 يونيو 2011

الإنشقاق .. هل هو إنجاز

عندما تتساوي الرغبة في الحياة مع الاستعداد للموت فإننا بالتأكيد سنري انفجارا من العواطف والافعال يسمي بالثورة وهو بالتأكيد فعل من الطبيعة يحدث كلما كانت هناك حاجة طبيعية للتصحيح .. تصحيح يحافظ علي النمط الغريزي للحياة حيث يسترد المخلوق مواصفات وحقوق الحياة التي اوجدها الله له ،، الكرامة والاعتزاز بالنفس .
المهم .. عند حدوث هذه الظاهرة (الثورة) ينقسم الناس الي نوعين رئيسيين  .. راغبين فيها ورافضين لها ،، الراغبين عموما لا يختلفون فيما بينهم الا بمقدار ما يمكنهم ان يقدموا لها معنويا ، جسديا ، اداريا ، فكريا وتوعويا أو يكفي ان يحبوها ويدعوا الله لنجاحها ولكنهم عموما مشكورون ولن أقول ان فيهم الطامع فكلهم طامعون ،، طامعون للأحسن ،، طامعون لرغد العيش والرفاهية ولغد ديمقراطي أفضل ... وهذا ليس عيبا.

اما الرافضون  لها .. فهم انواع واصناف ،، منهم الظاهر ومنهم الباطن ،، منهم المتورط ومنهم المغرر به ،، منهم الغبي ومنهم الخائف .. 

هؤلاء الخائفون وهم موضوعنا اليوم يتحولون الي منشقون .. وهم إما خائفون من ماضيهم ، أو خائفون علي مستقبلهم (مناصبهم و برستيجهم) ... فنكرمهم ونضمن مستقبلهم ونتناسي ماضيهم وكأن الانشقاق كفارة أو اسلام يجب ما قبله... ولكن هيهات ان يختزل تاريخ كانوا فيه ابطالا علي البسطاء المظلومين الذين بلا حول أو قوة ،، المظلومين الذين عاشوا وماتوا في انتظار حياة أفضل ..
أولئك المظلومون هم من لهم الحق علينا ان نجعل لتضحياتهم نتيجة ، فلقد قدموا دمائهم وأرواحهم وحتي أعراضهم لغد أفضل ،، لا لغد يضحك فيه عليهم وعلينا من استغلهم بالأمس يرجي منه اليوم أن يكون وزيرا أو مديرا .

إن هذه الصفحة ستكون منتدي نناقش فيه ماضي هؤلاء المنشقين ونستوضح فيه من بعضنا ما يجنبنا تكرار الألم ، حتي نكون مؤمنين .. فلا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين... أو يسرق من لص واحد مرتين .
سأكون في هذا واضحا .. نحن ليبييون وأبناء هذا الوطن .. عشنا فيه بحلوه النادر ومره الكثير .. اصطففنا أمام طوابير الجمعيات ،، وتعرفنا علي طعم الموز والشوكولاتة لأول مرة ونحن في سن العشرينات .. كنا نري الجبنة رفاهية .. ولم نعرف من الحلوي الا الشاكار ..  تابعنا كل شيء علي التلفاز من خلال محطة واحدة تفتح عند الساعة الخامسة وتقفل في الثانية عشرة حيث تتلي فيها بدع القذافي أكثر من القرآن .. لعشرات السنين كانت ترهات البسباسي لنا ترفا كوميديا لا يتكرر الا في رمضان .. لقد كنا صغارا ولم نكن نخشي المشانق إذ اعتقدنا أن ما بث منها تمثيليات و مسلسلات..

سامحوني .. فمن أضاع عمري كان القذافي وأنصاف الآلهة الذين يدعون اليوم بالمنشقين .. وكل العالم يصفق لهم كأنما الإنشقاق إنجاز يستحقون عليه التقدير .. للأسف لا استطيع أن انال شرف وجائزة الانشقاق لأنني لم أكن يوما من المستبدين أتباع النظام و محتقري البسطاء أو من مصاصي ثروات الشعوب و الأبرياء.

سوف أتمني عليكم أن تساهموا معي في كشف الماضي السيء لأي شخص ساهم في الفساد الذي كنا نرزح تحته حتي يكون عبرة ويفهم الجميع أننا لن نكرر أخطاء ابائنا ولن نخلف الظلم لابنائنا.

أرجوا لكل من لديه ما يدلي به أن يشارك بالتعليق أدناه وله في ذلك الأجر لأنه نصر في ذلك من مات شهيدا وكفانا وأولادنا شر الآفاقين المتنفعين.

الأحد، 12 يونيو 2011

الملكية المزاجية في ليبيا



تطالعنا من حين الي آخر بعض المقالات أو الاشارات والكثير من المشاهد التي يبدو انها تدعوا او تروج الي عودة الملكية الي ليبيا .
لست هنا في صدد التقليل من الملك الراحل إدريس السنوسي فكلنا نعرف انه كان رجلا خدم ليبيا وساهم في توحيدها الي جانب غيره من رجال ليبيا التاريخيين، ولكننا نعلم تماما أن تلك المرحلة لم ترقي الي الديمقراطية التي ينشدها الليبيين وكل العرب والشعوب التي تخرج الآن ، فتلك الملكية لا تختلف كثيرا وربما هي أقل ديمقراطية مما نراه الآن في بعض الدول العربية كالأردن والمغرب وسلطنة عمان والتي نشاهد الملايين ترزح تحتها و تحاول الانعتاق جاهدة منها.
أجزم بأن الليبيين كانوا سيقومون بنفس الثورة الحالية حتي لو كان حاكمنا ادريس.
يدعي البعض انها ستكون ملكية دستورية .. مواربة كما لو أننا لم نكن إبان ذلك العصر ملكية دستورية .. لقد كنا كذلك ، وكان الملك يكلف بالوزارة من يشاء وقتما يشاء وكان يزيحه متي شاء ، لقد كانت ملكية دستورية مزاجية. فالعاطفة تجاه الوزير من قبل الملك او من قبل حاشيته (رفاق الصالون أو الزردة) هي المحدد لفترة الوزارة ، مما جعل رئيس الوزراء لا يمل من ارضاء تلك الحاشية طيلة فترته أملا في مزيد من البقاء، حتي أن بعض الوزراء يعاد تكليفهم بعد عزلهم مباشرة من المنصب عدة مرات ، كأن ليبيا عقيمة من غيرهم.

السؤال الاساسي هو ، هل نحن حقا في حاجة الي سلطان أو حاكم ليفكر لنا يرعي مصالحنا ونخاف ان يتحول هو او نسله الي دكتاتور آخر ؟ الاجابة لكم .. وأظنها واضحة .. انتهي ذلك الزمن .. زمن البيع بالجملة.، صرنا نعرف تماما كيف عاش الآخرون في الشمال وفي الغرب وصارت المعرفة علي شاشات التلفاز والكمبيوتر أقرب من حبل الوريد.
في ذلك الزمن ، كنا نختار رؤسائنا ممن قدر له ان يزور اوروبا أو أمريكا أو حتي مصر لعله ينقلنا الي تجربتهم السياسية و يطورنا مثل ما تطوروا ،، أما الآن فالأمر واضح بل نحن ننصح أوربا ان تأتي للتعلم من تضحياتنا ورغبتنا في العدل والديمقراطية.

إن التجربة المريرة التي مررنا بها تجعلنا نفكر أالف مرة قبل المجاملة مع أي مشروع دكتاتور جديد.

اعجبني كثيرا ما سمعته منذ اليوم الأول لتأسيس المجلس الانتقالي .. الجمهورية الليبية .

الخميس، 9 يونيو 2011

القذافي و أزمة الاب الروحي او الشبيه



في قراءة بسيطة للقذافي وسيرته يمكن ان نلخص انه استمر في تقليد الرموز التي يمكن ان تجذب الحشود أو ذات الشعبية بغض النظر عما اذا كانت تمثل وجهة نظرة سليمة ناجحة او عكس ذلك فكل المهم ان تأتي بالملايين للساحات امامه .
ويمكن ان نلخص ذلك في التالي والذي منه قد نستطيع توقع ما ستؤول اليه الامور في الايام التالية
ففي بداياته علي سلم السلطة في ليبيا حاول تقليد جمال عبد الناصر من خلال الدعوة للقومية العربية والوحدة العربية وغير ذلك من الشعارات التي لم يؤخذ باسبابها وكانت مجرد تمثيليات تسوق للبسطاء..
بعد عدة سنوات تقمص دور روبسبير (منظر الثورة الفرنسية) فاستنسخ افكار ثورته وحاول تبرير انقلابه علي اساسها فقلدها علي انه اسس اول جماهيرية في التاريخ كما اسست تلك الثورة اول جمهورية في التاريخ ، ودعا الي الاعدامات والتطهير في الشوارع والمؤسسات العلمية تماما كما دعت الثورة الفرنسية حيث نصبت المقصلة في كل مكان ، كما اصدر الكتاب الاخضر كتقليد للكتاب الابيض آنذاك مع اختلاف جذري يكمن في أن القذافي لا يفقه حتي فن الكلام فما بالك بالكتابة.
في منتصف الثمانينات . شعر القذافي بالغيرة من عمر بن الخطاب واعتقد انه قد يكون رمزا شبيها فابتدع افكار النوم في الخيام وإظهار الابل امام العالم والبساطة في المعيشة (واستئناس الذباب امام الشاشات - حاشا لعمر رضي الله عنه ان يفعل ذلك) ، سوق القذافي من ذلك إدعاء انه عدل فأمن فنام ، كما انه صار يفسر الحديث والقرآن علي هواه .
مع بزوغ نجم نيلسون مانديلا وقدرته علي جذب حب الملايين له ، شرع القذافي في التسويق لنفسه علي انه رجل السلام والوسيط لحل الخلافات في العالم كالفلبين والمختطفين الاوربيين في مالي أو التوسط في موريتانيا وغيره من المواقف (علي الرغم انه كان دائما غير محايد وخبيث النوايا إضافة الي الازدواج الواضح في الشخصية حيث انه قام في نفس الفترة بإغتيال البسطاء في السجون الليبية) ، فعل كل ذلك محاولة منه لجمع الملايين كمؤيدين  لينفي النقص الذي يعاني منه لدونيته العلمية و القبلية والاجتماعية.
حاليا.. وفي هذا الظرف الدقيق ، يعاني القذافي من ازمة عدم وجود الملهم له .. فهو عندما قرر ان يخوض الصراع حتي النهاية مع الشعب الليبي  تقمص دورا ما اعجز عن توقعه واعتقد جازما انه دور لشخص قمعي ودموي أجزم أنه فاشل علي مستوي التاريخ لكن القذافي  يعتقد انه سيتصرف  بشكل احسن منه.

لقد اتجه القذافي الي السلفيين رغم انه حاربهم الي آخر لحظة حتي اثناء خطاباته الاخيرة تحت القصف، فعل ذلك ليستقطب جمهور بن لادن والقاعدة حتي يرعب الغرب .. لكنه نسي أنه انسان بسيط يفتقر للأيديولجية والكاريزما الدينية. 

اعتقد ان هذه الشخصية التي يحلم بها القذافي في هذا الاوان لن تكون الا واحدا من  هتلر او ميلوسيفيتش ، والارجح بن لادن ،، فهو يحضر لاختفاء طويل الامد ومحاربتنا والغرب من خلال المال والصحراء وترسانة الافكار الشريرة التي يعتقد بانه يملكها.

وليد الصيد