الأحد، 17 يوليو 2011

برنامج سيف الإسلام الإنتخابي


لطالما عودتنا المنظومة السياسية في ليبيا (والأحري تسميتها ؛الكوبيا" السياسية)  بإبداعات في تسويق نفسها ونتائجها بطرق تعتمد علي التننكر للسائد ولتجارب بقية شعوب العالم ... هذه الآلة إختلفت وسائلها بإختلاف أذواق الزبون أو المسوق له.

ففي حين إعتمد معمر القذافي علي تسويق نفسه من خلال خليط من الغوغائية والعنف والمال إعتمادا علي نصائح اجهزة إستخباراتية غربية أرادات إمتصاص زخم العواطف القومية في متوسط القرن الماضي تماما مثلما سوقت لعبدالناصر و البعث وغيرهم، إعتمد رسول الحداثة والبعيد عن الدماثة ،، سوبرمان المهندسين أو بالاحري (سبايدرمان المراهقين) سيف الاسلام (أو خنجر الاوهام) علي تسويق نفسه كوسيط أو بوابة وحيدة لنقل الحداثة والرفاهية الغربية الي ليبيا وبإعتباره الوحيد القادر علي إقناع البعبع أو الكائن الاسطوري (العنقاء) والده بقبول هذا التغيير الذي لن نتنعم به الا من خلاله .

لكن ومع إنعدام ثقل أو فاعلية الوالد أو بالأحري عدم أهميته علي المشهد السياسي القريب أو البعيد في أذهان المناصرين أو المناوئين  ما أدي الي إنتهاء دور الوساطة الذي كان يقوم به وكان سبب قبوله النسبي،، شمر السيد سيف عن ساعديه وقرر أن يعتمد الكلام والخطابة أسلوبا لحشد المشجعين... 
ما لا يدركه هذا الإعرابي أن الكلام و الخطابة خصائص تُكتسب من البيئة والمرابيع حيث ينال المرء التقريع و الثناء بقدر ما يحسن الأدب والتحليل خلال نشأته وهو مالم يعانيه إبن العنقاء ،،، حيث إعتاد رفاقه ومريدوه علي التصفيق والقهقهة علي كل ما يقول .. في جلسات الطرب .. وإجتماعات تقرير مصير قطعان الليبيين.

المتابع للقاءات التي يقوم بها سيف الاسلام سيلاحظ أن الطابع العام الغالب هو الكوميديا ونقد الآخرين بطريقة هزلية وتهكمية يتخللها كثير من القهقهة من الجمهور مما يزيد في حماسته بالتقول  في الآخرين ... يذكرني كثيرا بأسلوب حاتم الكور وبرامجه الكوميدية في رمضان ... وإذا ما أضيف عليها بعض الموسيقي ، ستكون أقرب الي أسلوب رائد الفكاهة المصرية حمادة سلطان..

يظهر ذلك من خلال نبرة الصوت المختنقة التي تدعو المستمع للإنفجار في الضحك إضافة الي كثرة حركة الرأس وتحريك المعصمين .. وما بالك اذا ما أضيف اليها أخيرا اللحية الكثيفة التي تذكرك بعصر عاش فيه جحا.
ربما كان عليه أن يمتهن موسيقي الراب فهي قد تخاطب جمعا مؤثرا أكبر ، فالفكاهة لا يمكن أن يتقنها سفاح.

في المقالات السابقة، كان أصعب جزء أعاني كتابته هو ذلك المتعلق بالعنوان الذي يعبر عن المقال ويحضر القاريء لما سيجده ... في هذا الموضوع ، وجدت العشرات من العناوين التي يمكن ان تعبر عما أريد ...
منها ..

سبايدرمان الزمان ... وخطبه المؤدية للغثيان 
سيف الاسلام من الوعود الي الكوميديا
جحا لا يزال في المدينة 
The Transformers 
أفريقيا أبو نواس وعلاقتها بالفرطاس 
.....

يجب أن يفهم هؤلاء المغامرون أن الحضارة قد تجاوزتهم ،،  وأنهم تاريخ تزدريه حتي المجتمعات البعيدة عنا ، فما بالك بمن يستعر منه.

وليد الصيد 

الخميس، 7 يوليو 2011

موتوا غيظا ايها الحاسدون



تتملكني  سعادة جامحة وحبور عميق كلما قرأت لمنتقد أو استمعت لخطاب إنهزامي يدعوا للمهادنة مع القذافي أو يحذر من ضياع الرخاء والامان في ليبيا ... أخيرا صار الكثيرين يحسدوننا . 
أقول إختصارا أنه كان في ليبيا ستة ملايين ميت ،،، بعثت الروح فيهم جمعيا ،، شهداء وشهود .. الا من آثر القعود .. تولي وكفر ،،، وإتخذ من الطاغوت إماما و معبود .
في ليبياالأمس ... حيث راحة البال .. معدل وجود مرض السكري يتجاوز 15٪ من عدد السكان ، وضغط الدم 20% .. من نسبة لم تتجاوز 1% حتي سنة 1974 .. في ليبيا حيث يجزع الناس من الزائدة الدودية كجزعهم من السرطان .. لأن أقرب قسم طواريء يثق فيه الناس يبعد خمسمائة كيلومتر ، حيث الجنوب التونسي..
في ليبيا الأمس (وليس الغد) الوضع الاجتماعي والاقتصادي لمليونيري  الحرس البلدي (البلدية) أو رجال الجمارك لا يقارن بذلك الخاص بالاطباء أو بالقضاة ... في ليبيا يمكنك أن تعرف وظيفة الشخص من سيارته .. والعكس صحيح ... سيارته من وظيفته .. حيث أرقي السيارات لضباط أو جنود الكتائب .. وأقلها للمتعلمين ... تطبيقا للقول ... كلما زاد علمك زاد زهدك.
يقال أن المستحيلات ثلاث... أن يكون لك أُمين .. أو أبوين  .. أو أن يعيش مخلوق ما أبد الدهر ... العجيب أن في ليبيا إستطعنا في عهد القذافي أن نضيف مستحيلا رابعا .. أن يملك المعلم (المدرس) سيارة فارهة بدخله من وظيفته.

ليبيا القذافي تتكلم عن المساواة وتبيع السيارة للعسكري بأربعة الآف وللطبيب بعشرون الف ... ربما تلك محاباة للعسكر نتيجة فتوحاتهم وإنتصاراتهم الكثيرة ... في معارك تحرير درنة .. أو معارك إسترداد أراضي ليبيا من الجزائر ..

أم هل صحيح أن القذافي في كل حروبه لم ينتصر في أي معركة الا مرة واحدة .. غزوة أبوسليم .

يخرج الآن علينا الفقهاء والمنظرين قائلين ،، ستفقدون النعيم الذي كنتم منه تنهلون .. نقول إذا كان ذلك نعيم فأهلا بالجحيم .. 
هؤلاء المنظرون هم للأسف من جميع الدول حتي من تونس ومصر .. والتي يفترض أنها نالت حريتها ... يقولون أن حجم التضحيات لا يكافيء ما تسعون اليه... نقول لهم إن الشهداء كثر لأننا لم نرضي بأنصاف الحلول ... أو بالاحري .. أرباع الحلول ... لم نرتضي أن يتغير العنوان ويبقي المضمون ... لنا الفخر بأن ثورتنا جارفة ... ليست مجرد أهازيج ترضي بالرتوش ،،، وتكتفي بأن تعطي مساحة لحرية الكلام فقط... نحن ثورة تحاكم الماضي وتتنكر له ... ثورة ستكون رافدا لنجاح الثورات في تونس ومصر وغيرها من الدول ...
سترون أيها المتكلمون ... صحيح أن مخاضنا جاء طويلا .. وأليما ... الا أنه علي أساس صحيح ... فلن نخرج بقادة من العسكر .. أو من الحزب الحاكم (حزب اللجان الثورية للقذافي )
سنكون صمام لكم يا أهل تونس ويا أهل مصر ... سنكون شقيق يري فيكم أهله ويفتح ساحاته لكم كما فتح شرفائكم بيوتهم له.. نحن سنكون حديقتكم الخلفية للديمقراطية.

 يستكثر علينا الجميع أن نصبح ديمقراطية .. فيتشدقون بكل الاتهامات  .. لا لسبب الا الحسد ...  الغرب من جهته يطيل الصراع ليجعل من آلامنا عبرة لشعوب في دول مجاورة أهم  لهم ... لإخافتهم من التغيير ..


 هل تعرفون ما تعنيه مقولة نقولها هذه الأيام " دم الشهداء ما يمشيش هباء " ؟ هل تعرفون ما هو ثمن هذا الدم ؟  ليست الحرية ... إنها الديمقراطية .. التي منها تورد الحرية .. .
أصحاب الدم لن يجاملوا ديكتاتورا آخرا بعد اليوم ... هل تعرفون من هم أصحاب الدم ؟... إنهم كل الشعب الليبي ... فشهداءنا بالالآف ويمثلون غالب الشعب ... لقد عرفنا الآن كيف حقق الآخرون ديمقراطياتهم .. ليست بالعلوم أو بالمناظرات ... بل بالتضحيات ... صدقوني من هول الألم الذي ذقناه عقودا ، يعرف الآن كل ليبي الآن كيف يحافظ علي أبسط حقوقه .. ولن يفاوض فيها ...  

موتوا غيظا ايها الحاسدون .. لقد إستيقظ الشعب الحليم .


السبت، 2 يوليو 2011

رسالة الي المجلس الإنتقالي - نريد حماسا



يجزم جميع الليبيين أن أكبر مشكلة تعاني منها ثورتنا هي غياب النجومية الكاسحة بين أفراد المجلس الانتقالي ... وأن هذا الضعف هو في الحقيقة ما يؤدي الي إستمرار القذافي في الاحتيال إضافة الي النقاط التالية التي آراها تلعب دورا محوريا في هذا الإستمرار:  

  1. خوف القيادات السياسية الغربية من المجهول الذي سيحيط بليبيا حال سقوط القذافي وإحتمال نشوء فراغ سياسي يؤسس لظهور كيانات سياسية قزمية تأخذ الطابع الديني أو القبلي أو القومي أو حتي المناطقي خاصة في وجود هذا الاتساع الجغرافي الهائل للدولة الليبية. وهذا الخوف ناتج من عدم وجود نجم إجتماعي قادر علي جمع من تبقي من الليبيين تحت راية الجمهورية الناشئة.
  2. خوف كثير من الشركات العملاقة وخاصة النفطية منها من ضياع الفرص التي كانت سانحة لها في ليبيا أو حتي ضياع إستثماراتها السابقة .. علما بأن هذه الشركات هي المحرك الرئيسي لسياسات حكوماتها في دول العالم الثالث علي مر التاريخ الحديث.
  3. التخوف الذي تبديه بعض الفئات الاجتماعية من ضياع ما تعتقد إنه مزايا كانت تستفيد منها في عهد القذافي كالمساكن والاراضي .. كلنا يعلم بأن القذافي مارس الأعيبه التي قدمها من خلال كتابه الاخضر كمقولة البيت لساكنه كسياسة لتوريط لليبيين الساكنين في المدن الكبري ... علي سبيل المثال لا الحصر هناك عشرات ألاف العائلات في طرابلس تري إنه بزوال القذافي فإنها مجبرة علي الخروج من بيوتها التي ملكتها في عهد القذافي  ومع إرتفاع اسعار العقارات والاراضي في ليبيا فإن هذا يعني بقائها في الشارع .... هذه العائلات هي ما نراه مساندا للقذافي في الوقت الحالي من خلال شاشات التلفزيون.
  4. علي مر السنوات ، منح القذافي ما يسمي الجنسية العربية للألاف المؤلفة من غير الليبيين ،، وهذه الخطوة بالذات كانت ليستفيد منها القذافي في هذا الوقت ... هذه الجنسية تعطي لصاحبها مميزات المواطن الليبي ولكنها حالة هجينة تجعل صاحبها يخاف من أنها لا تساوي شيئا في أي عهد أخر غير معمر القذافي  .. أبناء هؤلاء هم من يحاربون معه بقوة حاليا.

كل هذه العوامل و إذا ما أضيف اليها السياسة التجهيلية المنهجية التي إتبعها القذافي لنسبة كبيرة  من الشعب الليبي والتي جعلته يخاف ويكره عدة أءشياء أذكر منها .. الليبي المعارض والمقيم بالخارج ، عودة الملكية التي ترافقت مع وجود برجوازية إحتكرت العقارات و الاعمال والوكالات  في وقت شحت فيه الموارد... كما أُضيف الي ذلك الخوف من سيادة الاجنبي علي الأعمال والوظائف مع إفتقار شريحة كبيرة من الليبيين للمهارات والشهادات الضرورية ...
هذه الاخيرة حساسة للغاية وهي مأعتبره من أخطاء القذافي القاتلة في الفترة الاخيرة فقد أعطيت عقود بعشرات المليارات وتم إستيراد عمالة كاملة لها من الخارج في حين إقتصرت وظائف الليبيين فيها علي السائقين لمعرفتهم بالشوارع وموظفي الاستقبال من البنات الائي يحظين بالجمال فقط... ليس هذا فحسب بل سمحوا لهذه الشركات بإستيراد كامل إحتياجاتها من مواد بناء وغيرها بدون فرض الليبيين كموردين في أي جزء منها.

من وجهة نظري .. ما نحن في حاجة اليه هو النجومية التي تترافق مع الخطابة .. الخطابة التي تبين للناس ما يمكن أن تتحول اليه ليبيا ... الخطابة التي تحمس الناس والمتخوفين للإقبال علي التغيير .. لطمأنة الناس من النقاط الواردة أعلاه وإفهامهم إنها لم تكن اخطائهم .. بل كانت مصيدة من متسلقي العهد السابق...
إن أي أحد فينا لا يستطيع أن ينكر إننا تحمسنا مع من ظهر علي الشاشات خلال الأيام الاولي للثورة .. وكلنا يؤمن اليوم بأن رموز المجلس الانتقالي الظاهرة هي ما يجعلنا نشعر بالأمان لما يمكن أن يحدث .. لا أحد ينكر أن ذلك الشيخ الجليل مصطفي عبدالجليل (والذي أفضل دعوته بشيخ الثوار) رغم عدم كونه من الحماسيين ومحبي الظهور فإنه يشعرنا بالتماسك وإن خوفنا من التقسيم لا وجود له بوجوده علي رأس المجلس مع عبدالحفيظ غوقة والذي وإن ظهر كثيرا إلا إنه يمتاز بالبساطة .. انا شخصيا هذا شعوري .

عموما .. مع إمتداد الايام قل ظهور أولئك الوطنيين الاوائل عل شاشات الجزيرة والعربية والذين حمسونا وبعثوا فينا الأمل للتغيير للأحسن .. لكنهم إختفوا ... إختفوا في بنغازي ؟؟؟ رغم قناعتي بإنهم لا يفعلون شيئا هناك غير الحديث الي بعضهم بدل الحديث الي الناس .. وتطبيق السنة في تناول الأكل جماعات لا فرادي .. ربما هي الطبيعة البشرية .

في بداية الاحداث كنت أنتظر ظهور السيد محمود شمام بفارغ الصبر فقد كان يشعرني بأن في الليبيين جهابذة في العلم والسياسة وليس كما كنا نري ونظن ... ولكنه مع مرور الايام ندر ظهوره شارحا... بل أصبح آمرا ... أصبح يخيفني .. لقد صرت أري فيه مشروع دكتاتور قادم... لقد إختفت الابتسامة منه .. صار متوعدا في كل مشاهده .. قلت تعبيراته الوطنية ..

ومع كل هذا وذاك ..أدعوا الجميع للعودة الي ما كانوا عليه .. وأدعوا خصيصا محمود جبريل نظرا لما يكتسبه من علم وفصاحة في الحديث إضافة لما له من حب لدي علماء الناس وكبارهم في ليبيا للظهور وإبلاغ الشعب بما يمكن أن تصير اليه أحوالنا إضافة الي طمأنتهم ... لعلنا بذلك نجمع من تخلف منا الينا تحت راية ليبيا الأصيلة ونحو الحداثة التي نستحق..

وليد الصيد