الأحد، 3 يونيو 2012

أمريكا تُرسي عقود إمتياز شمال افريقيا


لقد حُسم الأمر وتقرر تمديد فترة اللا ديمقراطية للشعوب في شمال أفريقيا لعدة عقود قادمة ... يبدو ذلك جليا من خلال الصمت المُطبق الذي تنفذه الخارجية الأمريكية بعدم تدخلها في كبائر الأمور التي تحصل يوميا وخاصة في ليبيا ،، ليبيا التي لازال دورها كممول رئيسي لأي أنظمة تفرض علي جيرانها .. 
ببساطة شديدة إن قيام أي نظام في ليبيا يتخالف مع تلك التي المقرر لها القيام في مصر أو تونس سيعني توقف الإمدادات الإقتصادية لها ،، سواءً أكانت استثمارات أو مواطن شغل أو هبات أو مساعدات مالية...
تصورو قيام دولة مدنية صِرفة في ليبيا .. هل سيكون لها توجه إنساني مع مصر أو تونس يتجاوز سياسة المصالح المعتادة،، يستحيل،، أما لو نجح نفس نوع الحزب الذي أخذ علي عاتقه التنمية في مصر وتونس بدون أن يكون له أي موارد يعتمد عليها وخاصة في زمن الكساد العالمي الحالي، فإن المعادلة ستختلف بالتأكيد... ما رأيكم ؟؟
بداية القصة (المشكلة) أن المرجعية العليا للإخوان المسلمين في مصر وتونس وبمباركة قطرية عقدو إتفاقا مع أمريكا لينشوء ديكتاتورية الجماعة بدلا من ديكتاتورية الفرد و القومية التي أدت ما عليها لأمريكا في الزمن الماضي ..
هؤلاء أقنعو امريكا بأن مركزية قرارهم الموجه من قبل المرشد ستضمن لهم كل البرلمانات التي سيسيطرون عليها .. وبالتالي سيؤجلون الإنهيار الإقتصادي والسكاني من خلال الإكتفاء الذاتي بين الدول المتجاورة في شمال أفريقيا،، الإنهيار الذي ظهرت معالمه منذ سنوات من خلال أمواج الهجرة التونسية والمصرية الي أوربا بشتي السبل..
ما نحن الإ نقطة في صراع الثقافات والحضارات
أعتقد أنه من البديهيات أن آخر ما تتمناه أمريكا هو أن تري دولا عربية ديمقراطية ستكون حرة في إختيار ما يناسبها وتمتنع عن قبول عقود الخردة العسكرية بالمليارات كالتي تصدر للسعودية .. أو أي قرارات لا تنسجم مع مصلحة شعوبها إقتصاديا وسياسيا، كما أن أي ديمقراطية عربية ستفقد إسرائيل ميزتها الوحيدة في عيون شعوب العالم بأنها دولة ديمقراطية وحيدة بين بحر من الديكتاتوريات ..
شعوب العالم مهيأة لكراهية أي دولة عربية تحكم بواسطة الدين في الوقت الراهن وهذا نتج عن إستثمارات وسياسات طويلة نفذتها الاستخبارات الغربية و إستخدمتها ادوات الإعلام كالتفجيرات الانتحارية وقمع النساء وتشغيل الأطفال والحفلات الوثنية بمختلف أصنافها والتي تمارس في أحيان كثيرة بإسم الدين والدين منها براء..
أنا مؤمن بأن الدين وحكمه هو خلاص أكيد ،، أقول الدين المجرد من النوايا السياسية ...
صدقوني لقد تلاقت مصلحة امريكا واسرائيل الإستراتيجية مع المصالح قصيرة المدي لتجار الكلام من أمثال الإخوان المسلمين وغيرهم، رغم إني اتحفظ و أعترض علي إحتساب حزبهم كحزب اسلامي حقيقي.. هم يستخدمون التسمية (وهذا كاف لإعلام الغرب) ولا يطبقون الجوهر ..
اليكم مثل بسيط .. هل سمعتم أحداً من رؤوس هذا الحزب والذين هم في موقع القرار في تونس أو مصر يساند علنا القضايا الفلسطينية الجوهرية ،، كحق العودة وقيام الدولة ... بالعكس تماما ، نجد في مصر علي سبيل المثال أن كامل منظارات الإخوان امتنعت عن الهجوم علي إتفاقية كامب ديفيد أو ذكر حق العودة للفلسطنيين ،، بل وإننا نجد راشد الغنوشي في تونس يقبل بإستمرار وجود الخمر والتعري في تونس .. ونجد وزير خارجيته يتحدث عن تطبيع العلاقة مع اسرائيل ..
يجب عدم إعتبار هذا الكيان حزبا اسلاميا فهذا الأمر سيخلط الأمور علي الناخبين الذين قد يظنونهم اناسا ملتزمين ..
أعتقد أن هناك إستحقاق وطني لدي كل مواطن فينا ،، ليس من أجل أن نعيش برفاهية وحرية ،، بل من أجل أن لا نُلعن من أطفالنا والأجيال اللاحقة علي تفريطنا فيما تبقي من ثروات إستنزفها غيرها عبر مِسخ فرض علينا لعقود أربعة..

عن نفسي سأصوت لكل يتقدم ببرنامج كريم مع أهلنا بخيل علي غيرنا ،، سأصوت (لأولاد البلاد) الذين ليس لهم ثقافة إلا ثقافة شوارع وأرياف ليبيا .. هؤلاء يصلحون للقيادة ،، أما أدوات التطوير والإنتاج فليكن فيها أي نوع من الايديولوجيين طالما أنهم يملكون المهارة والكفاءةسأصوت ألف مرة لأي سلفي قبل أن أفكر حتي في مديح حزب الإخوان المتمسكنين، لأني أؤمن تماما بأن الإخوة السلفيين غير التكفيريين هدفهم الله وحده والمسلمين فيما يفعلون،، المسلمين الذين هم أنا وأهلي وجيراني ،، كما إنهم لا يقبلون بينهم من تشوبه شائبة..
سأصوت للمتعففين ..
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق