الخميس، 9 يونيو 2011

القذافي و أزمة الاب الروحي او الشبيه



في قراءة بسيطة للقذافي وسيرته يمكن ان نلخص انه استمر في تقليد الرموز التي يمكن ان تجذب الحشود أو ذات الشعبية بغض النظر عما اذا كانت تمثل وجهة نظرة سليمة ناجحة او عكس ذلك فكل المهم ان تأتي بالملايين للساحات امامه .
ويمكن ان نلخص ذلك في التالي والذي منه قد نستطيع توقع ما ستؤول اليه الامور في الايام التالية
ففي بداياته علي سلم السلطة في ليبيا حاول تقليد جمال عبد الناصر من خلال الدعوة للقومية العربية والوحدة العربية وغير ذلك من الشعارات التي لم يؤخذ باسبابها وكانت مجرد تمثيليات تسوق للبسطاء..
بعد عدة سنوات تقمص دور روبسبير (منظر الثورة الفرنسية) فاستنسخ افكار ثورته وحاول تبرير انقلابه علي اساسها فقلدها علي انه اسس اول جماهيرية في التاريخ كما اسست تلك الثورة اول جمهورية في التاريخ ، ودعا الي الاعدامات والتطهير في الشوارع والمؤسسات العلمية تماما كما دعت الثورة الفرنسية حيث نصبت المقصلة في كل مكان ، كما اصدر الكتاب الاخضر كتقليد للكتاب الابيض آنذاك مع اختلاف جذري يكمن في أن القذافي لا يفقه حتي فن الكلام فما بالك بالكتابة.
في منتصف الثمانينات . شعر القذافي بالغيرة من عمر بن الخطاب واعتقد انه قد يكون رمزا شبيها فابتدع افكار النوم في الخيام وإظهار الابل امام العالم والبساطة في المعيشة (واستئناس الذباب امام الشاشات - حاشا لعمر رضي الله عنه ان يفعل ذلك) ، سوق القذافي من ذلك إدعاء انه عدل فأمن فنام ، كما انه صار يفسر الحديث والقرآن علي هواه .
مع بزوغ نجم نيلسون مانديلا وقدرته علي جذب حب الملايين له ، شرع القذافي في التسويق لنفسه علي انه رجل السلام والوسيط لحل الخلافات في العالم كالفلبين والمختطفين الاوربيين في مالي أو التوسط في موريتانيا وغيره من المواقف (علي الرغم انه كان دائما غير محايد وخبيث النوايا إضافة الي الازدواج الواضح في الشخصية حيث انه قام في نفس الفترة بإغتيال البسطاء في السجون الليبية) ، فعل كل ذلك محاولة منه لجمع الملايين كمؤيدين  لينفي النقص الذي يعاني منه لدونيته العلمية و القبلية والاجتماعية.
حاليا.. وفي هذا الظرف الدقيق ، يعاني القذافي من ازمة عدم وجود الملهم له .. فهو عندما قرر ان يخوض الصراع حتي النهاية مع الشعب الليبي  تقمص دورا ما اعجز عن توقعه واعتقد جازما انه دور لشخص قمعي ودموي أجزم أنه فاشل علي مستوي التاريخ لكن القذافي  يعتقد انه سيتصرف  بشكل احسن منه.

لقد اتجه القذافي الي السلفيين رغم انه حاربهم الي آخر لحظة حتي اثناء خطاباته الاخيرة تحت القصف، فعل ذلك ليستقطب جمهور بن لادن والقاعدة حتي يرعب الغرب .. لكنه نسي أنه انسان بسيط يفتقر للأيديولجية والكاريزما الدينية. 

اعتقد ان هذه الشخصية التي يحلم بها القذافي في هذا الاوان لن تكون الا واحدا من  هتلر او ميلوسيفيتش ، والارجح بن لادن ،، فهو يحضر لاختفاء طويل الامد ومحاربتنا والغرب من خلال المال والصحراء وترسانة الافكار الشريرة التي يعتقد بانه يملكها.

وليد الصيد

هناك تعليقان (2):

  1. تحيّة الأحرار
    الصّمت يا اخي المبدع هبة من الله للموقنين ....سلمت أناملك وزادك الله ألقا وتألقا وثباتا ...يا ولد السّوق يا أصيل

    ردحذف