الأحد، 12 يونيو 2011

الملكية المزاجية في ليبيا



تطالعنا من حين الي آخر بعض المقالات أو الاشارات والكثير من المشاهد التي يبدو انها تدعوا او تروج الي عودة الملكية الي ليبيا .
لست هنا في صدد التقليل من الملك الراحل إدريس السنوسي فكلنا نعرف انه كان رجلا خدم ليبيا وساهم في توحيدها الي جانب غيره من رجال ليبيا التاريخيين، ولكننا نعلم تماما أن تلك المرحلة لم ترقي الي الديمقراطية التي ينشدها الليبيين وكل العرب والشعوب التي تخرج الآن ، فتلك الملكية لا تختلف كثيرا وربما هي أقل ديمقراطية مما نراه الآن في بعض الدول العربية كالأردن والمغرب وسلطنة عمان والتي نشاهد الملايين ترزح تحتها و تحاول الانعتاق جاهدة منها.
أجزم بأن الليبيين كانوا سيقومون بنفس الثورة الحالية حتي لو كان حاكمنا ادريس.
يدعي البعض انها ستكون ملكية دستورية .. مواربة كما لو أننا لم نكن إبان ذلك العصر ملكية دستورية .. لقد كنا كذلك ، وكان الملك يكلف بالوزارة من يشاء وقتما يشاء وكان يزيحه متي شاء ، لقد كانت ملكية دستورية مزاجية. فالعاطفة تجاه الوزير من قبل الملك او من قبل حاشيته (رفاق الصالون أو الزردة) هي المحدد لفترة الوزارة ، مما جعل رئيس الوزراء لا يمل من ارضاء تلك الحاشية طيلة فترته أملا في مزيد من البقاء، حتي أن بعض الوزراء يعاد تكليفهم بعد عزلهم مباشرة من المنصب عدة مرات ، كأن ليبيا عقيمة من غيرهم.

السؤال الاساسي هو ، هل نحن حقا في حاجة الي سلطان أو حاكم ليفكر لنا يرعي مصالحنا ونخاف ان يتحول هو او نسله الي دكتاتور آخر ؟ الاجابة لكم .. وأظنها واضحة .. انتهي ذلك الزمن .. زمن البيع بالجملة.، صرنا نعرف تماما كيف عاش الآخرون في الشمال وفي الغرب وصارت المعرفة علي شاشات التلفاز والكمبيوتر أقرب من حبل الوريد.
في ذلك الزمن ، كنا نختار رؤسائنا ممن قدر له ان يزور اوروبا أو أمريكا أو حتي مصر لعله ينقلنا الي تجربتهم السياسية و يطورنا مثل ما تطوروا ،، أما الآن فالأمر واضح بل نحن ننصح أوربا ان تأتي للتعلم من تضحياتنا ورغبتنا في العدل والديمقراطية.

إن التجربة المريرة التي مررنا بها تجعلنا نفكر أالف مرة قبل المجاملة مع أي مشروع دكتاتور جديد.

اعجبني كثيرا ما سمعته منذ اليوم الأول لتأسيس المجلس الانتقالي .. الجمهورية الليبية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق