الخميس، 16 يونيو 2011

الإنشقاق .. هل هو إنجاز

عندما تتساوي الرغبة في الحياة مع الاستعداد للموت فإننا بالتأكيد سنري انفجارا من العواطف والافعال يسمي بالثورة وهو بالتأكيد فعل من الطبيعة يحدث كلما كانت هناك حاجة طبيعية للتصحيح .. تصحيح يحافظ علي النمط الغريزي للحياة حيث يسترد المخلوق مواصفات وحقوق الحياة التي اوجدها الله له ،، الكرامة والاعتزاز بالنفس .
المهم .. عند حدوث هذه الظاهرة (الثورة) ينقسم الناس الي نوعين رئيسيين  .. راغبين فيها ورافضين لها ،، الراغبين عموما لا يختلفون فيما بينهم الا بمقدار ما يمكنهم ان يقدموا لها معنويا ، جسديا ، اداريا ، فكريا وتوعويا أو يكفي ان يحبوها ويدعوا الله لنجاحها ولكنهم عموما مشكورون ولن أقول ان فيهم الطامع فكلهم طامعون ،، طامعون للأحسن ،، طامعون لرغد العيش والرفاهية ولغد ديمقراطي أفضل ... وهذا ليس عيبا.

اما الرافضون  لها .. فهم انواع واصناف ،، منهم الظاهر ومنهم الباطن ،، منهم المتورط ومنهم المغرر به ،، منهم الغبي ومنهم الخائف .. 

هؤلاء الخائفون وهم موضوعنا اليوم يتحولون الي منشقون .. وهم إما خائفون من ماضيهم ، أو خائفون علي مستقبلهم (مناصبهم و برستيجهم) ... فنكرمهم ونضمن مستقبلهم ونتناسي ماضيهم وكأن الانشقاق كفارة أو اسلام يجب ما قبله... ولكن هيهات ان يختزل تاريخ كانوا فيه ابطالا علي البسطاء المظلومين الذين بلا حول أو قوة ،، المظلومين الذين عاشوا وماتوا في انتظار حياة أفضل ..
أولئك المظلومون هم من لهم الحق علينا ان نجعل لتضحياتهم نتيجة ، فلقد قدموا دمائهم وأرواحهم وحتي أعراضهم لغد أفضل ،، لا لغد يضحك فيه عليهم وعلينا من استغلهم بالأمس يرجي منه اليوم أن يكون وزيرا أو مديرا .

إن هذه الصفحة ستكون منتدي نناقش فيه ماضي هؤلاء المنشقين ونستوضح فيه من بعضنا ما يجنبنا تكرار الألم ، حتي نكون مؤمنين .. فلا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين... أو يسرق من لص واحد مرتين .
سأكون في هذا واضحا .. نحن ليبييون وأبناء هذا الوطن .. عشنا فيه بحلوه النادر ومره الكثير .. اصطففنا أمام طوابير الجمعيات ،، وتعرفنا علي طعم الموز والشوكولاتة لأول مرة ونحن في سن العشرينات .. كنا نري الجبنة رفاهية .. ولم نعرف من الحلوي الا الشاكار ..  تابعنا كل شيء علي التلفاز من خلال محطة واحدة تفتح عند الساعة الخامسة وتقفل في الثانية عشرة حيث تتلي فيها بدع القذافي أكثر من القرآن .. لعشرات السنين كانت ترهات البسباسي لنا ترفا كوميديا لا يتكرر الا في رمضان .. لقد كنا صغارا ولم نكن نخشي المشانق إذ اعتقدنا أن ما بث منها تمثيليات و مسلسلات..

سامحوني .. فمن أضاع عمري كان القذافي وأنصاف الآلهة الذين يدعون اليوم بالمنشقين .. وكل العالم يصفق لهم كأنما الإنشقاق إنجاز يستحقون عليه التقدير .. للأسف لا استطيع أن انال شرف وجائزة الانشقاق لأنني لم أكن يوما من المستبدين أتباع النظام و محتقري البسطاء أو من مصاصي ثروات الشعوب و الأبرياء.

سوف أتمني عليكم أن تساهموا معي في كشف الماضي السيء لأي شخص ساهم في الفساد الذي كنا نرزح تحته حتي يكون عبرة ويفهم الجميع أننا لن نكرر أخطاء ابائنا ولن نخلف الظلم لابنائنا.

أرجوا لكل من لديه ما يدلي به أن يشارك بالتعليق أدناه وله في ذلك الأجر لأنه نصر في ذلك من مات شهيدا وكفانا وأولادنا شر الآفاقين المتنفعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق