الخميس، 7 يوليو 2011

موتوا غيظا ايها الحاسدون



تتملكني  سعادة جامحة وحبور عميق كلما قرأت لمنتقد أو استمعت لخطاب إنهزامي يدعوا للمهادنة مع القذافي أو يحذر من ضياع الرخاء والامان في ليبيا ... أخيرا صار الكثيرين يحسدوننا . 
أقول إختصارا أنه كان في ليبيا ستة ملايين ميت ،،، بعثت الروح فيهم جمعيا ،، شهداء وشهود .. الا من آثر القعود .. تولي وكفر ،،، وإتخذ من الطاغوت إماما و معبود .
في ليبياالأمس ... حيث راحة البال .. معدل وجود مرض السكري يتجاوز 15٪ من عدد السكان ، وضغط الدم 20% .. من نسبة لم تتجاوز 1% حتي سنة 1974 .. في ليبيا حيث يجزع الناس من الزائدة الدودية كجزعهم من السرطان .. لأن أقرب قسم طواريء يثق فيه الناس يبعد خمسمائة كيلومتر ، حيث الجنوب التونسي..
في ليبيا الأمس (وليس الغد) الوضع الاجتماعي والاقتصادي لمليونيري  الحرس البلدي (البلدية) أو رجال الجمارك لا يقارن بذلك الخاص بالاطباء أو بالقضاة ... في ليبيا يمكنك أن تعرف وظيفة الشخص من سيارته .. والعكس صحيح ... سيارته من وظيفته .. حيث أرقي السيارات لضباط أو جنود الكتائب .. وأقلها للمتعلمين ... تطبيقا للقول ... كلما زاد علمك زاد زهدك.
يقال أن المستحيلات ثلاث... أن يكون لك أُمين .. أو أبوين  .. أو أن يعيش مخلوق ما أبد الدهر ... العجيب أن في ليبيا إستطعنا في عهد القذافي أن نضيف مستحيلا رابعا .. أن يملك المعلم (المدرس) سيارة فارهة بدخله من وظيفته.

ليبيا القذافي تتكلم عن المساواة وتبيع السيارة للعسكري بأربعة الآف وللطبيب بعشرون الف ... ربما تلك محاباة للعسكر نتيجة فتوحاتهم وإنتصاراتهم الكثيرة ... في معارك تحرير درنة .. أو معارك إسترداد أراضي ليبيا من الجزائر ..

أم هل صحيح أن القذافي في كل حروبه لم ينتصر في أي معركة الا مرة واحدة .. غزوة أبوسليم .

يخرج الآن علينا الفقهاء والمنظرين قائلين ،، ستفقدون النعيم الذي كنتم منه تنهلون .. نقول إذا كان ذلك نعيم فأهلا بالجحيم .. 
هؤلاء المنظرون هم للأسف من جميع الدول حتي من تونس ومصر .. والتي يفترض أنها نالت حريتها ... يقولون أن حجم التضحيات لا يكافيء ما تسعون اليه... نقول لهم إن الشهداء كثر لأننا لم نرضي بأنصاف الحلول ... أو بالاحري .. أرباع الحلول ... لم نرتضي أن يتغير العنوان ويبقي المضمون ... لنا الفخر بأن ثورتنا جارفة ... ليست مجرد أهازيج ترضي بالرتوش ،،، وتكتفي بأن تعطي مساحة لحرية الكلام فقط... نحن ثورة تحاكم الماضي وتتنكر له ... ثورة ستكون رافدا لنجاح الثورات في تونس ومصر وغيرها من الدول ...
سترون أيها المتكلمون ... صحيح أن مخاضنا جاء طويلا .. وأليما ... الا أنه علي أساس صحيح ... فلن نخرج بقادة من العسكر .. أو من الحزب الحاكم (حزب اللجان الثورية للقذافي )
سنكون صمام لكم يا أهل تونس ويا أهل مصر ... سنكون شقيق يري فيكم أهله ويفتح ساحاته لكم كما فتح شرفائكم بيوتهم له.. نحن سنكون حديقتكم الخلفية للديمقراطية.

 يستكثر علينا الجميع أن نصبح ديمقراطية .. فيتشدقون بكل الاتهامات  .. لا لسبب الا الحسد ...  الغرب من جهته يطيل الصراع ليجعل من آلامنا عبرة لشعوب في دول مجاورة أهم  لهم ... لإخافتهم من التغيير ..


 هل تعرفون ما تعنيه مقولة نقولها هذه الأيام " دم الشهداء ما يمشيش هباء " ؟ هل تعرفون ما هو ثمن هذا الدم ؟  ليست الحرية ... إنها الديمقراطية .. التي منها تورد الحرية .. .
أصحاب الدم لن يجاملوا ديكتاتورا آخرا بعد اليوم ... هل تعرفون من هم أصحاب الدم ؟... إنهم كل الشعب الليبي ... فشهداءنا بالالآف ويمثلون غالب الشعب ... لقد عرفنا الآن كيف حقق الآخرون ديمقراطياتهم .. ليست بالعلوم أو بالمناظرات ... بل بالتضحيات ... صدقوني من هول الألم الذي ذقناه عقودا ، يعرف الآن كل ليبي الآن كيف يحافظ علي أبسط حقوقه .. ولن يفاوض فيها ...  

موتوا غيظا ايها الحاسدون .. لقد إستيقظ الشعب الحليم .


هناك تعليق واحد:

  1. مدونة رائعة، أعتبرها اكتشافا
    سأستسمحك عذرا وآخذ بعض من هذه المقالات وأضعها على صفحتي في الفيس بوك، وسأنسبها إلى صاحبها طبعا
    وفقك الله لتبيان الحق والنصر قادم بإذن الله

    ردحذف