السبت، 2 يوليو 2011

رسالة الي المجلس الإنتقالي - نريد حماسا



يجزم جميع الليبيين أن أكبر مشكلة تعاني منها ثورتنا هي غياب النجومية الكاسحة بين أفراد المجلس الانتقالي ... وأن هذا الضعف هو في الحقيقة ما يؤدي الي إستمرار القذافي في الاحتيال إضافة الي النقاط التالية التي آراها تلعب دورا محوريا في هذا الإستمرار:  

  1. خوف القيادات السياسية الغربية من المجهول الذي سيحيط بليبيا حال سقوط القذافي وإحتمال نشوء فراغ سياسي يؤسس لظهور كيانات سياسية قزمية تأخذ الطابع الديني أو القبلي أو القومي أو حتي المناطقي خاصة في وجود هذا الاتساع الجغرافي الهائل للدولة الليبية. وهذا الخوف ناتج من عدم وجود نجم إجتماعي قادر علي جمع من تبقي من الليبيين تحت راية الجمهورية الناشئة.
  2. خوف كثير من الشركات العملاقة وخاصة النفطية منها من ضياع الفرص التي كانت سانحة لها في ليبيا أو حتي ضياع إستثماراتها السابقة .. علما بأن هذه الشركات هي المحرك الرئيسي لسياسات حكوماتها في دول العالم الثالث علي مر التاريخ الحديث.
  3. التخوف الذي تبديه بعض الفئات الاجتماعية من ضياع ما تعتقد إنه مزايا كانت تستفيد منها في عهد القذافي كالمساكن والاراضي .. كلنا يعلم بأن القذافي مارس الأعيبه التي قدمها من خلال كتابه الاخضر كمقولة البيت لساكنه كسياسة لتوريط لليبيين الساكنين في المدن الكبري ... علي سبيل المثال لا الحصر هناك عشرات ألاف العائلات في طرابلس تري إنه بزوال القذافي فإنها مجبرة علي الخروج من بيوتها التي ملكتها في عهد القذافي  ومع إرتفاع اسعار العقارات والاراضي في ليبيا فإن هذا يعني بقائها في الشارع .... هذه العائلات هي ما نراه مساندا للقذافي في الوقت الحالي من خلال شاشات التلفزيون.
  4. علي مر السنوات ، منح القذافي ما يسمي الجنسية العربية للألاف المؤلفة من غير الليبيين ،، وهذه الخطوة بالذات كانت ليستفيد منها القذافي في هذا الوقت ... هذه الجنسية تعطي لصاحبها مميزات المواطن الليبي ولكنها حالة هجينة تجعل صاحبها يخاف من أنها لا تساوي شيئا في أي عهد أخر غير معمر القذافي  .. أبناء هؤلاء هم من يحاربون معه بقوة حاليا.

كل هذه العوامل و إذا ما أضيف اليها السياسة التجهيلية المنهجية التي إتبعها القذافي لنسبة كبيرة  من الشعب الليبي والتي جعلته يخاف ويكره عدة أءشياء أذكر منها .. الليبي المعارض والمقيم بالخارج ، عودة الملكية التي ترافقت مع وجود برجوازية إحتكرت العقارات و الاعمال والوكالات  في وقت شحت فيه الموارد... كما أُضيف الي ذلك الخوف من سيادة الاجنبي علي الأعمال والوظائف مع إفتقار شريحة كبيرة من الليبيين للمهارات والشهادات الضرورية ...
هذه الاخيرة حساسة للغاية وهي مأعتبره من أخطاء القذافي القاتلة في الفترة الاخيرة فقد أعطيت عقود بعشرات المليارات وتم إستيراد عمالة كاملة لها من الخارج في حين إقتصرت وظائف الليبيين فيها علي السائقين لمعرفتهم بالشوارع وموظفي الاستقبال من البنات الائي يحظين بالجمال فقط... ليس هذا فحسب بل سمحوا لهذه الشركات بإستيراد كامل إحتياجاتها من مواد بناء وغيرها بدون فرض الليبيين كموردين في أي جزء منها.

من وجهة نظري .. ما نحن في حاجة اليه هو النجومية التي تترافق مع الخطابة .. الخطابة التي تبين للناس ما يمكن أن تتحول اليه ليبيا ... الخطابة التي تحمس الناس والمتخوفين للإقبال علي التغيير .. لطمأنة الناس من النقاط الواردة أعلاه وإفهامهم إنها لم تكن اخطائهم .. بل كانت مصيدة من متسلقي العهد السابق...
إن أي أحد فينا لا يستطيع أن ينكر إننا تحمسنا مع من ظهر علي الشاشات خلال الأيام الاولي للثورة .. وكلنا يؤمن اليوم بأن رموز المجلس الانتقالي الظاهرة هي ما يجعلنا نشعر بالأمان لما يمكن أن يحدث .. لا أحد ينكر أن ذلك الشيخ الجليل مصطفي عبدالجليل (والذي أفضل دعوته بشيخ الثوار) رغم عدم كونه من الحماسيين ومحبي الظهور فإنه يشعرنا بالتماسك وإن خوفنا من التقسيم لا وجود له بوجوده علي رأس المجلس مع عبدالحفيظ غوقة والذي وإن ظهر كثيرا إلا إنه يمتاز بالبساطة .. انا شخصيا هذا شعوري .

عموما .. مع إمتداد الايام قل ظهور أولئك الوطنيين الاوائل عل شاشات الجزيرة والعربية والذين حمسونا وبعثوا فينا الأمل للتغيير للأحسن .. لكنهم إختفوا ... إختفوا في بنغازي ؟؟؟ رغم قناعتي بإنهم لا يفعلون شيئا هناك غير الحديث الي بعضهم بدل الحديث الي الناس .. وتطبيق السنة في تناول الأكل جماعات لا فرادي .. ربما هي الطبيعة البشرية .

في بداية الاحداث كنت أنتظر ظهور السيد محمود شمام بفارغ الصبر فقد كان يشعرني بأن في الليبيين جهابذة في العلم والسياسة وليس كما كنا نري ونظن ... ولكنه مع مرور الايام ندر ظهوره شارحا... بل أصبح آمرا ... أصبح يخيفني .. لقد صرت أري فيه مشروع دكتاتور قادم... لقد إختفت الابتسامة منه .. صار متوعدا في كل مشاهده .. قلت تعبيراته الوطنية ..

ومع كل هذا وذاك ..أدعوا الجميع للعودة الي ما كانوا عليه .. وأدعوا خصيصا محمود جبريل نظرا لما يكتسبه من علم وفصاحة في الحديث إضافة لما له من حب لدي علماء الناس وكبارهم في ليبيا للظهور وإبلاغ الشعب بما يمكن أن تصير اليه أحوالنا إضافة الي طمأنتهم ... لعلنا بذلك نجمع من تخلف منا الينا تحت راية ليبيا الأصيلة ونحو الحداثة التي نستحق..

وليد الصيد

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله فيك - و انشاءالله خير

    ردحذف
  2. يجب على المجلس الوطني ان يتحرك بشكل اقوى و خاصة ما هو المخطط للمجلس بعد القذافي ما المميزات التي سياتي بها المجلس و لم تكن في عهد القذافي. مثلا المساكن و اسعارها و المعاشات, تخطيط البلاد و العمران حتى يطمئن الشعب و يدعم المجلس فهناك كثير من الناس لا الى هؤلاء و لا الى هؤلا.
    الواجب على المجلس الوطني ان يزور اللاجئين في تونس و الله عيب عليهم, لم يتحرك المجلس و كأنهم مش ليبين

    ردحذف